هيثم حمد يكتب: نصائح للمهاجرين الى كندا ... كيف تنجح!
هيثم حمد يكتب: نصائح للمهاجرين الى كندا ... كيف تنجح!

هيثم حمد - كندا
مؤسس ورئيس التحرير شبكة هلا كندا الإعلامية
كما نعلم ان أسباب وطريقة الهجرة تختلف من شخص لأخر، فهناك من خطط ليهاجر وأعد العدة واستوفى المطالب المطلوبة من شهادات وخبرات واموال وغيرها، وهناك من فر من بلده هاربا من ويلات الحروب والاقتتال، وهناك من كان خيار الهجرة ليس بيده وجاء مع عائلته وهو صغير ووجد نفسه مهاجرا بخيار عائلته التي قررت الهجرة انذاك.
كما نعلم ان كندا تستقبل مئات الألاف من المهاجرين سنوياً، يأتون حاملين آمال العيش في بلد الحرية والرفاهية والفرص والمساواة، حيث نرى البعض منهم ينجح في تحقيق هدفه، والبعض الآخر يفشل في التأقلم ويصطدم صعوبة العيش في هذا البلد.
دعوني اقولها لكم بطل صراحة ان المجتمع العربي في كندا مجتمع لا يستهان به وهو مليئ بنماذج لأشخاص ناجحين في اعمالهم سواء على المستوى الشخصي او العام بل وشهدنا العديد من الأشخاص منهم تقلدوا مناصب حكومية رفيعة وسطرو ووضعوا بصمات واضحة للتاريخ في هذا البلد.
وحسب بعض الأرقام التي وردتني ان معظم ابناء المجتمع العربي في كندا يعتبرون ناجحيين مقارنة بباقي المجتمعات الأخرى، ومعدل الدخل الفردي العربي يفوق معدل دخل الكندي وهذا بالتأكيد مؤشر هام اذ يدل ان المهاجرين العرب قد جاؤو الى هذه البلاد للنجاح والتميز.
قد يجادل البعض ان النجاح في كندا صعب وشاق، وأقول لهم ان كلامكم صحيح، فلم يكن النجاح في اي مكان بالصدفة ولكن بالعمل الدؤوب والإصرار والتعب! فأغلب القادمين من الدول العربية لديهم مؤهلات علمية لا يستهان بها، لكنهم يُصدمون بعدة عوامل تقوض تحوّلهم من مهاجرين جدد في كندا إلى أشخاص ناجحين على المستوى المهني، فيضطر العديد من الشباب إلى التوجه نحو أعمال بسيطة يكون التربح فيها سريعا، عوضاً عن معادلة الشهادات او حتى اخذ دورات لغة تساعدهم في فهم ديناميكية الحياة في كندا.
احد الأصدقاء ابدى لي ان امتعاضه من التشائم الموجود عند شريحة كبيرة من المهاجرين العرب، إذ يعتبرون أنفسهم موجودين في هذا البلد بصفة مؤقتة، وأن الهدف من هجرتهم هو تحسين وضعهم المادي فقط، حيث اننا نجد ان بعضهم قد امضى سنوات طويلة في كندا دون تحقيق اي هدف. في المقابل نجد المهاجرين من دول اخرى يأتي مستعدا للعيش في كندا مع وضع أهداف ومعالم واضحة، لذلك لا مشكلة لديه في الاندماج والتأقلم مع العالم الجديد.
فهل هناك حلم كنديّ للمهاجرين على غرار الحلم الأميركيّ؟
لنكون واقعيين ان السماء في كندا لا تمطر ذهبا بل يجب العمل والقيام بمجهود مضاعف لتحقيق النجاح اياً كان وصدقوني احبتي ان طعم النجاح بعد التعب والصبر يكون أفضل ورائع!
وكنصيحة مهمة انصحها لكل قادم جديد ان يبذل جهذا بتعلم اللغة ويجد له عمل او يتطوع في مكان ما، فذلك سيمكنه من التأقلم وفهم الأشياء بسهولة ويبحث عن عمل أفضل ليكون لديه على أقل تقدير القدرة على التواصل مع الآخر من أجل ربط علاقات وإيجاد عمل في أماكن أفضل ومع الوقت والإصرار سيلاحظ أن مستواه اللغوي يتحسن يوما بعد يوم.
صدقوني يا أصدقائي ان هذه النقطة مهمة جداً ويجب على كل مهاجر أن يفهم أن العزلة والانغلاق على الذات لا يساهمان في أي نجاح بل يساهمان في الفشل إلى أبعد حد. فالتواصل مع الناس وربط علاقات بينك وبينهم يمكن تخطي مجموعة من المشاكل النفسية مثل الإحساس بالوحدة والعزلة.
وكمهاجر جديد انصحه بحسن اختيار الأصدقاء والتعرف على أناس ذووا أخلاق جيدة وعمليين حتى يتربى لديه حب العمل وحب المثابرة في الحياة من أجل تحقيق المستوى الأفضل الذي كان يطمح إليه.
مع تمنياتي لكم بحياة كريمة متوجة بالنجاح والتوفيق!