كندا تستقبل عددًا قياسيًا من المهاجرين الجدد. ولكن ماذا بعد؟
كندا تستقبل عددًا قياسيًا من المهاجرين الجدد. ولكن ماذا بعد؟

هلا كندا - أعلنت كندا مؤخرًا عن تحقيق إنجاز عظيم، وهو استقبال أكثر من 30,000 لاجئ أفغاني إلى البلاد منذ عام 2021، مما يضعها على المسار الصحيح لتوطين عدد لا يقل عن 40,000 بحلول نهاية عام 2023.
ويشّكل الوافدون الجدد حجر الأساس في اقتصاد البلاد، خاصة في ظل التحديات المستمرة التي تواجه البلاد حول التقدم في العمر ونقص العمالة المستمر بعد جائحة كوفيد-19.
وفقًا لإحصاءات كندا، في عام 2022 ، استقبلت كندا 437,180 مهاجرًا، والذي يعتبر أعلى معدل تم تسجيله في تاريخ البلاد. وعلاوة على ذلك، أعلنت الحكومة عن خطة لاستقبال 1.5 مليون مهاجر آخرين بحلول عام 2025.
فعلى الرغم من الحاجة الماسة والأرقام المذكورة، فإننا لا نزال نسمع قصصًا عن المهاجرين الجدد ذوي المهارات العالية والخبرات المهنية المتقدمة الذين يواجهون تحديات للتكيف مع الحياة في كندا.
لا يزال مفهوم "الخبرة الكندية" نوعًا من الصورة النمطية بالنسبة لبعض أرباب العمل، حيث يخلق حواجز أمام الانضمام إلى سوق العمل وتعجيل عملية التوطين. بالإضافة إلى ذلك، تُشكل تكاليف وتوافر السكن مشكلات كبيرة، كما هو الحال بالنسبة للعديد من الكنديين. في حين تبذل الحكومة ومنظمات خدمات التوطين جهودًا لتشجيع المهاجرين الجدد على الاستقرار خارج المراكز الحضرية الرئيسية، إلا أن هناك نقصًا في الدعم الحيوي في تلك المناطق.
في حين يرى بعض الناس أن المهاجرين الجدد على أنهم عبء على نظامنا، إلا أن الأرقام قد أثبتت أن العكس صحيح. حيث تشير بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى أن الوافدون ينضمون إلى الطبقة المتوسطة في كندا خلال خمس سنوات من وصولهم، وبمرور الوقت، يدفعون متوسطًا من ضرائب الدخل ما يزيد عن المزايا والخدمات العامة التي يتلقونها.
وفيما يتعلق بامتلاك المنازل، تعيش 65 في المئة من العائلات اللاجئة التي قضت عشر سنوات أو أكثر في كندا في منازل تمتلكها، مقارنة بنسبة 70 في المئة من المواطنين المولودين في كندا.
بينما ترحب كندا بالمزيد من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم، فإن الحاجة إلى البنية التحتية لدعم النمو في أسواق الإسكان والمدارس ونظام الرعاية الصحية لدينا، يعتبر أمرًا بالغ الأهمية. حيث يجب مراعاة التمويل والإدارة المناسبين لهذا النمو من قبل جميع مستويات الحكومة، كما يعد الدعم من مختلف المنظمات، مثل خدمات المهاجرين والمجتمع المتعدد الثقافات، أمرًا حيويًا.
أثناء الفترة بين 2021 و 2022، قدمت مبادرة "Polycultural " للاجئيين الأفغان الدعم لأكثر من 7,000 لاجئ استقطبتهم الحكومة وتم إحضارهم إلى كندا ضمن مبادرة الإجلاء الطارئة. وقد قدمت المنظمة أيضًا دعمًا لتوفير التوطين والإسكان لحوالي 1,500 مقيم أوكراني مؤقت بموجب تصريح السفر الطارئ بين كندا وأوكرانيا. وبشكل عام، تم دعم أكثر من 30,000 مهاجر من قبل منظمة "Polycultural " خلال العام الماضي.
تعمل منظمة "Polycultural " مع وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC)، كما أن لديها شركاء على المستوى الإقليمي والمحلي والدولي لتلبية احتياجات اللاجئين، بما في ذلك توفير خدمات التوظيف ودروس اللغة والحصول على الرعاية الصحية وتقديم الدعم في العثور على سكن.
بحلول عام 2036، قد يصل عدد المهاجرين في كندا إلى 30 في المائة من السكان. ولذلك، يجب على الحكومة وشركاؤها الاستمرار في دعم الوافدين الجدد والدعوة إلى التمويل والاستثمارات التي تمكّن مواطني كندا الجدد من الازدهار حقاً في وطنهم الجديد.
* كاتب المقال "مروان إسماعيل" وهو المدير التنفيذي لمنظمة "Polycultural " للخدمات المجتمعية والمهاجرين، وهي منظمة خيرية غير ربحية، قائمة على خدمة المجتمع.